الاثنين، 11 نوفمبر 2013

بناء الفرد الجزائري


من مقالاتي المنشورة في جريدة النجاح الأسبوعية الجزائرية عام 2012
بناء الفرد الجزائري
"قلة من الناس في عصرنا الحالي يعرفون ماهو الانسان وكثيرون يحسون بهذا الجهل فيموتون بسببه
هرمان هسه (أديب ألماني متحصل على جائزة نوبل)
الملاحظ  والمتتبع لحركة التاريخ والحضارة وتطور الأمم ، يلحظ أهمية الفرد كعامل أساسي فيها ، فلو اهتمت أي أمة من الأمم بإنسانها لاستطاعت أن تصنع مستقبلا باهرا وزاهرا.
فلو نأحذ اليابان كنموذج حديث ، فالاهتمام بالإنسان هو سر نجاح التجربة اليابانية. الفرد الياباني  لايتوقف عن البحث وإكتشاف الاخطاء في أي عمل يقوم به ويحاول الوقاية منها والاستمرار في التطوير.. ويقولون من لا يخطئ لا يعمل، وكلمة المخطئ في اليابان تعني التطوير، أي الاهتمام بتقييم العمل، وإكتشاف معوقاته، والاستمرار في التطوير لمرحلة ما قبل الكمال. ولا يوجد لكلمة الكمال وجود في اليابان. فهي كلمة تعني الموت، فالكمال هو تقييم لما بعد الحياة، حين يتوقف الإنسان عن العمل لا يخطئ ولا يتطور..وحينما يكون حيا سيخطئ ومن الضروري اكتشاف هذه الأخطاء، وإصلاحها والوقاية من تكررها ليستمر التطور والوصول لمرحلة ما قبل الكمال، وقد تكون هذه الفلسفة اليابانية مهمة للتقدم والنجاح.
نحتاج من الفرد الجزائري أيضا أن يطور من ذاته وينمي مهاراته الشخصية والاجتماعية والعملية ، فالتطوير المستمر هو سر النجاح والتفوق سواء على المستوى الشخصي أو الاجتماعي ،وتحمل المسؤولية اتجاه نفسه أولا ونحو مجتمعه ثانيا ونحو وطنه ثالثا ونحو أمته الاسلامية رابعا ونحو العالم خامسا .
وليس من العيب أن نتعلم من تجارب الدول الأخرى في هذا الجانب او غيره ، ونطوره لاحقا بما يتناسب مع واقعنا وتجاربنا ، والدول التي تأخذ على عاتقها هذا الأمر ، سنتوقع منها أن تكون رائدة الحاضر والمستقبل .
وهذا ما يؤكده لنا مالك بن نبي رحمه الله "إن القيمة الأولى في نجاح أي مشروع اقتصادي هي الإنسان ، ليس الاقتصاد انشاء بنك وتشييد مصنع ، بل هو قبل ذلك تشييد انسان وتعبئة الطاقات الاجتماعية في مشروع تحركه ارادة حضارية".

المدرب زكرياء قطوش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق